الحنان هبة ربانية وضعها الخالق عزوجل في قلوب خلقه ويتفاوت ذلك الحنان من شخص لآخر وكلما بعدت الصلة بين البشر كلما بعد ذلك الحنان !!

الوالدين أكثر حناناً على أبنائهم غير أن الأم أكثر حناناً لطبيعتها الفطرية ولرقة قلبها والأب أكثر حناناً يرافق ذلك الحنان شيء من الشدة ليس لقسوة في القلب وإنما لطبيعة دوره الرايادي داخل الأسرة وتعامله في شتى مناحي الحياة !!

الأخت هي الأم الثانية داخل الأسرة وحنانها لا يقاس بمقياس بعد رحيل حنان الأم فحنان الأم يرحل برحيلها وحنان الأخت يولد برحيل الأم !!
ريحة من عطر فواح ذلك هو التجانس بين حنان الاثنتان  وعند إختفاء ريحة العطر يختفي العطر كاملاً !!

العطر اختفى وريحته لم تعد لها وجود باختفائه هي كذلك رحلت ورحلت معها بقايا ريحة الحنان الذي خلفته وراءها غصن ٌ مال وزهرة ٌسقطت !!

تخيلت ذلك الموقف في عينيه رغم أني لم أشاهده لكن شاهدت رفاقه وسمعت الحديث عنه وكأنني ارمقه بنظرات عيني وهو في أوج السرحان والذهاب نحو الأفق البعيد متأملاً ذلك القلب الذي ينسكب كقطرات الندى حناناً على فؤاده كُلما ادلهمت به الخطوب
ومتأملاً أناملها وهي تمسح بها وجنتيه كلما تساقطت عليها دموع الأسى وآلام الأيام !! 

ألم الفراق صعب ورحيل بقايا الحنان أصعب وتعاقب الآلام تبهت العزائم وجميل الظن يورث الطمأنينة!! 

فِطام  الطفل ليس رحيل الحنان عنه وإنما بداية مرحلة حياة جديدة ورحيل الحنان عنه بداية حياة شديدة فرحيل الأيام ليس كرحيل الحنان ورحيل الحنان ليس كالفطام !! 

                 ٠٠ بقلم جبران شراحيلي ٠٠